من أشهر حفلات الزفاف الهندية حفل زفاف ابنة قطب صناعة الصلب الهندية، لاكشمي ميتال، الذي احتل المرتبة الأولى في قائمة أغلى حفلات الزفاف بقائمة مجلة «فوربس» لـ«حفلات زفاف المليارديرات». أقيم الحفل داخل قصر فرساي الشهير، الذي أقامه وعاش فيه الملك لويس الرابع عشر، الذي عرف بلقب «الملك الشمس»، في القرن الـ17. وضم الحفل 1100 ضيف رفيعي المستوى من مختلف أرجاء المعمورة تولى فندق باريسي فخم الترفيه عنهم وخدمتهم طيلة خمسة أيام هي مدة الاحتفال. وبلغت التكلفة الإجمالية للحفل 60 مليون دولار. وأثار حفل زفاف فيكران تشاتوال، رجل الأعمال الهندي - الأميركي، الذي يعتنق الديانة السيخية، اهتمام قناة «ديسكفري» الوثائقية، التي أنتجت فيلما عنه بعنوان «زفاف هندي رائع». يذكر أن الحفل أقيم في دلهي عام 2007. حضر الحفل عدد من كبار الشخصيات على الساحة العالمية، بينها أفراد أسرة الرئيس الأميركي السابق، بيل كلينتون، ورئيس الوزراء الهندي الحالي، مانموهان سنغ، وعارضة الأزياء الشهيرة، ناعومي كامبل. واتسم الحفل ببذخ شديد في مختلف جوانبه، بدءا من مقاعد الضيوف وحتى ألوان الترفيه المقدمة إليهم.
وبالمثل، تميز حفل زفاف آرون نايار وإليزابيث هيرلي عام 2007 بفخامة بالغة. واستمرت الاحتفالات بالزفاف طيلة ثمانية أيام عبر قارتين - أوروبا وآسيا. وامتدت الاحتفالات بالزواج ما بين قلعة «سوديلي» في غلوسسترشاير ببريطانيا حتى قصر «أوميد بهاوان» في جودهبور في الهند. وبلغت تكلفة إقامة العروسين في جناح بالفندق 10.000 دولار في الليلة. وقد عمدت جحافل جديدة من مصممي الرقصات ومخططي حفلات الزفاف ومصممي بطاقات الدعوة لهذه الحفلات ومصممي الديكورات الداخلية لقاعات الأعراس وخبراء الإضاءة وتنسيق الزهور والطهاة المتخصصين في مآدب الأعراس إلى استغلال حفلات الزفاف الهندية.
واليوم، تشكل الأعراس صناعة تقدر قيمتها بـ15 مليار دولار سنويا، وتنمو بمعدل يتراوح بين 25% و30% سنويا. وعمل التنوع من عام لآخر بمثابة عنصر حيوي في هذه الصناعة، مما خلق منافذ أمام عدة صناعات أخرى للمشاركة في الاستفادة من كعكة الأموال الضخمة التي توفرها الأعراس الهندية. وكان من شأن حفلات الزفاف شديدة البذخ سالفة الذكر تعزيز ميل أبناء الطبقة فوق المتوسطة لإقامة حفلات زفاف على طرز تحمل عبق التاريخ والتراث الهنديين. في دلهي، تعكف مصممة الأفراح فاندانا موهان على استغلال صورة قلعة تشيتوغاره في حفل زفاف قادم تتولى تصميمه. ولا تعد موهان المصممة الوحيدة للأعراس التي تحاول التواصل مع التاريخ خلال هذا العام، ذلك أنه مع إبداء العرسان والعرائس الهنود ميلا لحفلات الزفاف على النسق المعتاد في التراث الهندي هذا الموسم، اضطر مصممو الأعراس والمستشارون المعنيون بحفلات الزفاف إلى خلق ديكورات لقصور ومعابد وقلاع وما إلى غير ذلك. على سبيل المثال، تولت غورلين بوري مهمة تصميم إطار عام لمعبد هندي داخل أحد فنادق الخمس نجوم في دلهي. لكن بوري وأقرانها من المصممين لا يتذمرون من هذه المهام، خاصة بالنظر إلى النمو الكبير الذي تحققه صناعة الأعراس سنويا. إضافة إلى ذلك، فإن متوسط ما يدفعه العملاء لمصمم الأعراس يبدأ من نحو 1.2 مليون روبية وقد يتجاوز حاجز 5 ملايين روبية بالنسبة للأعراس رفيعة المستوى. وهذا العام شرع مصممو الأعراس على نحو متزايد في الاعتماد على عمالة خارجية، مما أسهم في خلق شركات جديدة أو توفير مزيد من المنافع إلى الكثير من القطاعات أو مجموعات الأفراد المساعدة.
فعلى سبيل المثال تعكف مصممة الأعراس، سواتي سود، على إعادة تصميم منزل ضخم قديم في جودهبور من أجل حفل زفاف قادم، الأمر الذي وصفته بالتحدي الكبير. وأشارت إلى أن صيحة جديدة ظهرت بمجال الإكسسوارات هذا العام تتمثل في الاعتماد على النباتات الحقيقية، خاصة غير المزهرة منها، ووضع الأنوار في قناديل على أغصان الشجار بهدف خلق ظلال رقيقة أو تعليق أجراس على الأشجار بحيث تطلق ألحانا موسيقية. من جهتها، لخصت مصممة الأعراس نيتا راهيجا الأمر بقولها: «كل شيء بات أكثر تخصصا. وأصبحت جميع الخدمات المتعلقة بحفلات الزفاف تدور حول التفاصيل، مع توافر خبراء من شتى المناحي». الملاحظ أن مصممي الأعراس أمثال راهيجا لم يعودوا شخصيات مغمورة، ولم يعد نشاطهم مقتصرا على طبقة الأثرياء، ذلك أن عشق الهنود للأعراس ضمن لهذه الفئة طلبا كبيرا حاليا. أوضحت راهيجا أنه «عندما بدأت العمل عام 1993، لم يكن بهذا المجال غيري، لكن اليوم يضم السوق الكثيرين. في وقت سابق، كان بالغو الثراء فقط هم من يستعينون بمصمم أعراس. أما الآن، يقدم أفراد الشريحة العليا من الطبقة الوسطى للاستعانة بمصممين لتجنب وقوع فوضى في أعراسهم». يذكر أن الأجر الذي تتقاضاه راهيجا عن تصميم حفل الزفاف الواحد يبلغ 250000 روبية. من ناحية أخرى، يسعى بائعو الزهور لإيجاد سبل لاستغلال سوق الأعراس فيما وراء مجرد استيراد الزهور من هولندا وتايلاند والصين أو دمج أزهار غريبة قادمة من بلاد بعيدة مثل أزهار السحلبية (أوركيد) التي تتراوح تكلفة الواحدة منها بين 90 روبية و150 روبية في حفلات الزفاف. علاوة على ذلك، عمد الكثير من مصممي الأزياء الهنود أمثال روهيت بال وتراون تالهاني وجيه. جيه. فالايا إلى توسيع نطاق نشاطهم ليشمل تصميم ملابس لحفلات الزفاف التي تدور حول فكرة أو حقبة زمنية معينة. الملاحظ أن حفلات الزفاف الضخمة، خاصة تلك التي تدور حول فكرة أو حقبة تاريخية معينة، منحت دفعة كبيرة لجيل كامل من مصممي بطاقات الدعوة للأعراس والذين بات يتعين عليهم تصميم بطاقات تتناسب مع الطراز العام للحفل. من جهتهم، أشار مستشارو حفلات الزفاف إلى أن مصممي بطاقات الدعوة للأعراس، مثل رافيش كابور الذي صمم بطاقة دعوة حفل زفاف شيلبا شيتي، لم تتسلط عليهم الأضواء إلا منذ عامين فقط. ورغم عدم الإعلان عن هذه الأرقام رسميا، فإن تقديرات تشير إلى أن تكلفة بطاقة الدعوة لحفل زفاف الممثلة الهندية تجاوز 500 روبية. المثير أن الاهتمام بالتراث والتقاليد يبدو مقتصرا على الاحتفال الفعلي بالزفاف، أما الفترتان السابقة والتالية للزفاف، بما في ذلك الأغاني والرقصات واحتفال ليلة الحنة وحفل الاستقبال، فجميعها تتبع أحدث الصيحات. وأوضحت بوري أن «الشباب لا يرغبون في أي شيء خافت في هذه الحفلات. بل على العكس، يرغبون في كثير من الاستعراض والمباهاة. وعليه، يميل مصممو الأعراس إلى استخدام الكثير من الذهب والفضة والكريستال في جميع التجهيزات». إضافة إلى ذلك، تستوحي ملابس الأعراس التي جرى تصميمها هذا العام إلهامها على ما يبدو من تصميمات رموز عالمية بمجال الموضة مثل روبرتو كافالي وجوديث ليبر. وقد عمد بعض الأفراد كذلك إلى تجريب ألوان بوهيمية وتصاميم مغاربية للأعراس. إلا أن خبراء الديكور أشاروا إلى أن العملاء غالبا ما يملون عليهم نمط الزخارف التي يرغبونها حتى على أغطية المقاعد. والملاحظ وجود ميل عام إلى المزج بين العناصر التراثية والأخرى المعاصرة في حفلات الأعراس الهندية. في هذا الصدد، أوضحت أنيتا أبراهام، خبيرة حفلات الزفاف، أن «هناك ميلا للالتزام بالتقاليد عند تقديم الهدايا والاحتفال بمناسبات خاصة. أما النسق «الغربي» لإعلان التقدم للزواج والاحتفال فيأتي من الإعلانات. إنه نتاج الأسواق والميول الاستهلاكية، حيث تحثك شركات الألماس، على سبيل المثال، على التعبير عن حبك عبر الألماس».
الشاعرة روزالزهراء تفوز فى انتخابات أتيليه المنصورة يوم 14 مايو 2011
-
*يوم 14 مايو 2011 كان يوم الوفاء لأم الأدباء فاطمة الزهراء .... فى انتخابات
عبر فيها أعضاء أتيليه المنصورة للفنون والآداب عن اعتزازهم بها واعترافهم
بفضلها ...